الاثنين، 17 فبراير 2014

الكتاب الصغير لألعاب المخ الكبيرة لـ إيفان موسكوفيتش

                                          التفكير في ألعاب التفكير
كتيب يحتوي على ألعاب تزيد من خيالك , وتحسن من إبداعك , وبصيرتك , وبديهتك . التفكير مهارة يمكن تعلمها , مثل الطبيخ أو الجولف . وإذا بذلت حتى القليل من المجهود لتطويره " فسترى تحسناً " 
والآن نبدأ أول لغزين في الكتيب :

الأحد، 9 فبراير 2014

نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم
( آمنة بنت وهب )
إن رحم آمنة أشرف الأرحام وأسماها وأعلاها , إذ استقرت فيه نطفة كريمة عظيمة , ما زالت تتقلب في الأصلاب بتدبير وتقدير من الباري عز وجل حتى استفرغها عبد الله بن عبد المطلب , فتى قريش الذي أقرانه دلالاً وجلالاً وجمالاً ... والذي كان نور النبوة يتلألأ بين عينيه , ويشع من ناظريه , ويسري به كيانه ...., والذي كانت فديته من الذبح - براً بقسم والده - أغلى ما عرفه العرب وعهده .
وكان عبد الله يتمتع ببهاء الطلعة وروعة الإطلالة , وعفة النفس, وسمو الخلق, والنور غير المعهود والمألوف .. ماكان يدعو بعض النساء والفتيات إلى إلى أن يكن أصحاب الحظوة منه .. وتم الزواج .. واقترن عبد الله بآمنة ...
وبعد أشهر من الحمل , قام عبد الله برحلة إلى الشام وفي أثناء أوبته وقع فريسة المرض فأقام عند أخواله في يثرب , من بني النجار حتى توفاه الله إليه .
حزنت آمنة أشد الحزن على عبد الله الذي ما أقامت معه إلا أشهراً قلائل , لقد كان الفراق صعباً .. وأصعب منه حركة الجنين في بطنها !؟ إنه يتيم من قبل أن يولد .. وكان عبد المطلب يرعاها ويحنو عليها ولا يفارقها إلا لشأن خاص .
أما حملها فلم تجد له ثقلاً ولا إضطراباُ ولا انزعاجاً , بدنياً أو نفسياً .. , بل على العكس من ذلك .. كانت تجد تاراحة والهناءة وتحس بأنها كيان آخر . فيه ارتقاع وسمو عن مادية البشر ودنياهم .
أتاها آتٍ في المنام يقول لها : " أنت حملت بسيد هذه الأمة ونبيها " .
وكانت تتوالى الرؤى على آمنة تبشرها وتثبتها وتصبرها وتعزيها وتواسيها وترفع من شأنها , وشأن ما تحمل في بطنها .
وأتاها آتٍ مرة أخرى قبل الولادة فقال لها " قولي إذا ولدتيه : أعيذه بالواحد من شر كل حاسد , ثم سميه محمداً "  
وكان يوم الوضع مشهوداً .. كانت ليلة الثاني عشر من ربيع الأولى , ومع الفجر .. إنه فجر الإنسانية يسفح ظلمة الجهل وظلام التراكمات الإنحرافية عن الصراط المستقيم , وظلم البشر لأنفسهم ولبعضهم ..! 
وإنه الربيع .. بعد زمهرير الشتاء وزوابعه وقصفه ورعوده وقتامة سحابه وغيومه , وبعد جفوة الصيف بقيظه وحره ولفحه ..,
وبعد جفاف الخريف وتعري الطبيعة ... وتقلبها ...
تقول آمنة : لما وضعته خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب , فأضاءت له قصور الشام وأسواقها , حتى رأيت أعناق الإبل بـ بصرى .
ورأيت ثلاثة أعلام مضروبات : علماً بالمشرق وعلماً بالمغرب وعلماً على ظهر الكعبة .
أما أول ثدي إلتقمه صلى الله عليه وسلم وأول لبن دخل جوفه الشريف فكان من ثويبة مولاة عمه أبي لهب - عبد العزى بن عبد المطلب - الذي أعتقها عندما بشرته بمولد محمد صلى الله عليه وسلم وكانت حديثة عهد بالولادة فمكثت عند آمنة فألقمت ثديها لمحمد فامتصه وشرب من لبنها ... حتى جاءت حليمة وأخذته معها . 
  يتبع